عندما يفارقنا انسان غالى وقريب الى النفس فما جدوى البكاء أو الحنين ، اذا كان هذا الفراق وداعا لا لقاء بعده ، وبما ان مشاعرنا وأحاسيسنا عند لحظة الفراق لا تكون ملكنا ولا تسير بارادتنا فحينئذ نفقد السيطرة عليها فتظهر فى سيمانا ، فى كلماتنا المودعة ، فى عيوننا وتلك القطرات الشفافة التى تنهمل ولا نستطيع ايقافها أو أمرها بعدم السقوط حتى لا يفتضح الخفي الساكن فى القلوب المتملك فيها الذي لا تحدي فيه مهما تكن شخصية الانسان واينما كان فهى تحكى من ألم الفراق من خلال ظلال الدموع المتساقطة ، وتساعدها رعشة الايدى المصافحة المتبللة بعرق الخجل والخوف من انكشاف المختفى المحتجب الذى يكنه الفؤاد ويخشى اللسان من الخوض فيه لما يحتويه فحواه اسرار غارقة فى اعماق النفوس فالفراق صعب وافتضاح مافى القلب أصعب وخصوصا اذا كان خفى ، فرحمة يا انسان عندما يفارقك غالى او قريب فجميعا سنفارق الحياة ولكننا جميعا سنلتقى فى الاخرة وتلتقى الاعين فلاتحزن على فراقك لعزيز او غالى بل ادعو بالرحمة والمغفرة له ولا تلوم حالك فرب العباد له حكمة فتريث وتمهل لتستوعب حكمته فى ذلك فقد تكون زيادة ايمان او ارادة .. فخفايا القلوب لا يعلمها الا الله..
بقلم : Sh.M
Comments are closed.