حب الرسول لابنته فاطمة

حب الرسول لابنته فاطمة

لقد ذكر أكثر أهل التاريخ حب رسول الله (ص) لابنته فاطمة ففي رواية : دخل النبي (ص) على فاطمة وهي تطحن وعليها كساء من وبر الابل ، فبكى وقال : « تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا … لنعيم الآخرة » .
واقبلت فاطمة فوقفت بين يدي أبيها عليه الصلاة والسلام فنظر اليها وقد ذهب الدم من وجهها ، وعليها صفرة من شدة التعب والجوع فقال الرسول (ص) : ادن مني يا فاطمة ، فدنت حتى قامت بين يديه ، ورفع يده الشريفة حتى وضعها موضع القلادة ، وفرج بين أصابعه ثم قال :
« اللهم مشبع الجماعة ـ رافع الضيق ، ارفع فاطمة بنت محمد . » (1)
وقالت عائشة : ما رأيت أحداً كان اشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام اليها فقبلها ورحب بها ، كما كانت تصنع هي به (ص) .
وسئلت عائشة (رض) : أي الناس كان أحب إلى رسول الله (ص) ؟ قالت : فاطمة ؛ قيل : ومن الرجال ؟ قالت : زوجها .
وقالت عائشة (رض) ما رأيت قط أحداً أفضل من فاطمة غير أبيها (2) .
« ان الزهراء (ع) لا تنسى موقف أبيها الرسول ، وقد أخذ بكتفي الحسين وهو صغير وقدماه على قدميه (ص) يرقصه قائلاً : « ترق … ترق » فما يزال الصبي الصغير حتى يضع قدميه على صدر جده الشريف ، فيقول له الرسول : افتح فاك … فيفتحه … فيقبله (ص) وهو يقول : « اللهم احبه فاني احبه » .
محمد الإنسان البطل بشراً ورسولاً » (3) .
وهل تنسى الزهراء (ع) أبيها الرسول (ص) وقد وقف يخطب بجمع من المسلمين فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان احمران ، وهما يمشيان ويعثران ، فما كان من الرسول الأعظم (ص) إلا أن قطع كلامه ونزل عن المنبر وحملهما ووضعهما بجانبه بكل رفق وحنان ثم التفت إلى الناس معتذراً :
«صدق الله سبحانه حيث يقول : « انما أموالكم وأولادكم فتنة لكم » ، لقد نظرت إلى هذين الصغيرين ، يمشيان ويعثران ، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما إلي » .
إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي تواترت بها الانباء من أصحاب التواريخ وأهل السير . وكلها تحدثنا عن ذلك الحب الكبير الذي يكشف عن جانب من عظمة ذلك النبي المختار .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات ابن سعد الكبرى .
(2) السيرة الحلبية ـ برهان الدين الحلبي .
(3) تراجم سيدات بيت النبوة الدكتورة بنت الشاطئ .

Comments are closed.