4 خطوط دفاع.. في مواجهة الشذوذ الجنسي

مواجهة الشذوذ الجنسي
مواجهة الشذوذ الجنسي

المشكلة هى ..

في البداية أود أن أعبر عن إحراجي الشديد لما سأقوله، ولكنني بحاجة ماسة إلى المساعدة، أنا الآن عمري 17 عاما ومشكلتي بدأت في العام الماضي حينما قمت أنا وأعز صديقة لي ببعض الملامسات -على سبيل المزاح- فقد قمنا بملامسة أثداء بعض من تحت الملابس، وكذلك ملامسة المنطقة السفلية من فوق الملابس، ولكن لم نكن نفكر في أي شيء سوى أنه مزاح، ولكن لأنني كنت أنا التي بدأت هذا الأمر وكنت أشجعه فقد بدأت صديقتي تشك في أنني شاذة، ولكنني لم أعتقد ذلك نهائيا، فقد كنت أفعل ذلك معها باعتبارها صديقتي التي أحبها، ولكن على كل حال فإنني فكرت في الأمر وشعرت أنني مخطئة وتبت إلى الله وقررت ألا أعود لمثل هذا أبدا فأنا لا أرغب في هذا من الناحية الجنسية نهائيا!. ولكن منذ حوالي شهرين بدأت أفكر في هذا الأمر مرة أخرى، فقد كنت أشعر بأنني أريد أن أحضنها وأقبلها -ولا أعرف لماذا- ولكن صديقتي هذه تمانع التقبيل إلى حد ما باعتباره شيء غير طبيعي، ولذلك فإنني قررت أن أحاول إعادة ما كان بيننا فربما يتطور الأمر إلى القبلات والأحضان، وقد استطعت أن أعيد تلك الملامسات بالفعل؛ حيث إنني -إلى حد ما– أستطيع التأثير عليها وأجعلها لا تمانع، ولكن عندما شعرت بأنني أستطيع أن أجعل ما بيننا يتطور ومن الممكن أن يزيد على ذلك، فإنني بدأت أتجنبها، وأتجنب أن نكون وحدنا في مكان مغلق، ليس فقط لندمى أو لشعوري بالذنب من هذا الفعل، بل لأنني أشعر أنني لا أريد هذا!! عذرا للإطالة ولكن قد يبدو من الغريب أنني أفعل الأمر ثم أندم عليه، ولكن في الواقع إن السبب لذلك هو أنني لا أريد ذلك من الناحية الجنسية، فإنني لم أرغب في أي فتاة جنسيا من قبل، ولكن مشكلتي معها فقط، فإنني أشعر بأنني أرغب في احتضانها وتقبيلها، بل إنني أريد هذا بشدة، وكنت أفعل هذه الأفعال أملا مني أن نصل لهذا الحد، ولكنني لا أرغب فيها جنسيا!. أرجوكم ساعدوني، هل أنا شاذة أم لا؟ ولماذا تراودني مثل هذه الأفكار؟شكرا جزيلا….

الرد …

كما يقولون مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فأقول لك إن الشذوذ الجنسي يبدأ بشذوذ المشاعر، وحتى تطمئني فأقول لك: إن مساحة الشذوذ مساحة كبيرة ومتدرجة، وتأخذ شكل مراحل، فهناك من وقف عند مرحلة التفكير والتخيل فقط، وهناك من تورط في مرحلة تليها من ملامسات دون زيادة ووقف، وهناك من فلت منه الزمام تماما، ويحيا حياة تعيسة بسبب تأنيب الضمير، ونظرته الدونية لنفسه، واستشعار غضب الله عليه وقد يتوقف أولا حسب قوة عزيمته، ولم أحدثك عمن وقع في الشذوذ ولا يهتم بكونه يقع في حد غليظ من حدود الله سبحانه لأنك بعيدة عنهم إن شاء الله؛ لذا أرى أن تعي النقاط التالية حتى تنجو بنفسك:

-الشذوذ في المشاعر ليس معناه الوحيد أنه يعبر عن شذوذ جنسي؛ فأنت في سن الأنوثة والميل الفطري للجنس والميل الفطري للجنس الآخر، فأتصور أن رغبتك في تلك الأمور مع صديقتك لا يعود لرغبة جنسية لأنك أكدت عليها أكثر من مرة، ولكنه تنفيس عن الميل الكبير بالداخل تجاه الغريزة، والتي لا يمكن بحال من الأحوال الآن إشباعها، فتتصرفين هكذا دون وعي منك تجاه صديقتك للحصول على بعض الإشباع، ولكنك توقنين تماما أنه ليس الإشباع الصحيح، وليس الإشباع الذي ترغبينه.

-حين نحاول التخلص من أمر خطير يحوم حولنا، ونوشك الوقوع فيه، فيجب محاربته من خلال عدة خطوط دفاع:
أولها: الخط النفسي؛ حيث يجب عليك ألا تلعبين مع نفسك تلك اللعبة النفسية برفضك لذلك على المستوى العقلي، وتتصورين رفضها دون أن تواجهي حقيقة أنك تعانين من درجة حرمان تفوق قدرة مقاومتك فتبتعدين ثم تدورين حول نفسك وحول صديقتك بقوة تأثيرك ليتحقق لديك بعض الإشباع، ففهمك لذاتك سيكون خط دفاع.
وكذلك الخط الخاص بالناحية العملية: فيجب أخذ نفسك بعزيمة بأن تعيدي مرة أخرى منع نفسك من الانفراد بها تحت أي ظرف من الظروف، وعدم التحدث معها في أي أمور عاطفية أو ذات أبعاد عاطفية أو جنسية، والسلام عليها يكون باليد فقط وعلى درجة مقبولة من المسافة بينكما، ومشاركة أحد من الأهل جلساتكما، وعدم التعرض لأي مثيرات لك سواء فيما تشاهدينه أو تسمعينه؛ حيث يجب قطع كل ما له تأثير غير مطلوب عليك.
والخط الثالث: هو الخط الرئيسي لكل منا يا ابنتي وهو خط التواصل بيننا وبين خالقنا الذي يرى ما تفعلينه ويستر عليك ويحفظك، فهو الغفور الحفيظ، وهو من يملك أن يفضح أو يستر، وهو من يعين ويساعد العباد على طاعته، فأين هو من سطورك يا ابنتي؟ ألا تلاحظين أنك لم تذكري ندمك أو خوفك من غضبه مما تفعلين؟ وهل لك ملجأ لغيره؟ فقربك من الله سبحانه وزيادة الجرعة الإيمانية في قلبك ستفرق معك كثيرا، وستحفظك مما لا يحمد عقباه، والخطر.

الرابع هو خط زيادة الجهاز المناعي لك: بأن تحاربي فراغك على مستوى الوقت، وعلى مستوى انشغال ذهنك، ففراغ ذهنك من الدراسة أو العمل أو تحقيق حلم أو السعي وراء هدف يهمك بالفعل وبقوة سيجعل مثل هذه الأمور تشغل حيزا كبيرا عندك، وقد اتفقنا أن وقت التنفيذ الفعلي بما يرضاه الله سبحانه لعباده ليس موعده الآن (أي الزواج)، فلو كنت سعيدة الحظ فستنتظري أن يحصنك الزواج على الأقل بعد أربع أو خمس سنوات فماذا ستفعلين؟
-كثيرات للأسف تصورن أنهن يتمكن من أنفسهن وقتما يشأن ونسين أن التكرار والتغذية المستمرة، وفراغهن، واستهتارهن في التعامل مع أنفسهن، والبعد عن معية الله سبحانه كانت هي الفخاخ التي حولتهن من شذوذ المشاعر لشذوذ جنسي، فانتبهي.

Comments are closed.