كيف تتخلص من الإدمان على المواقع الإباحية؟

2017_2_11_18_21_38_506
هذا سؤال يردني من بعض الإخوة الذين ابتلاهم الله بمشاهدة مواقع جنسية بسبب سهولة ‏الوصول إليها وانتشار الدعايات بكل هائل على الإنترنت.. فكيف يمكن التخلص من هذا ‏المرض؟ وما هي الخطوات العملية لجعل المؤمن يكره مشاهدة ما حرّم الله من أعماق نفسه؟ ‏

أريد منك أخي الحبيب أن يصبح هواك ومتعتك ولذّتك في مشاهدة ما أحل الله لك، وأن تكره ‏من داخلك كل ما حرم الله عليك.. هذا ما أريد أن أصل به معك من خلال هذه الخطوات:‏
يجب أن تعلم أن حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنبأك عن مثل هذا الأمر وغيره مما ‏يغضب الله وقال لك: (من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه) سبحان الله، كيف يمكن أن ‏يعوضك الله خيراً من هذه المواقع السيئة؟ ‏
سوف يعوّضك القرآن الكريم!! سوف تجد راحة ومتعة ولذة لا تتمنى معها أي شيء آخر. وقد ‏جرّبتُ هذا النوع من أنواع التعويض الإلهي عندما كنتُ أتركُ معصية ما.. فأجد حلاوة ولذّة ‏ومتعة لا توصف وبخاصة عندما أستمع وأقرأ آيات من كتاب الله تبارك وتعالى.‏

يجب أن تبدأ فوراً ودون تأجيل بالتفكير بشكل جدّي أن تحفظ القرآن الكريم كاملاً! ولا ‏تستغرب أني أطلبُ منك هذا الطلب الصعب، ولكنه سهل جداً إذا نويتُ بإخلاص، لأنني أقول ‏لك هذا الكلام عن تجربة طويلة بدأت بالمعصية وانتهت بسعادة لا يمكن أن أصفها لك ألا وهي ‏سعادة حفظ القرآن التي لا يشعر بها إلا من مارسها.‏
وبالطبع عملية الحفظ ليس كعملية الاستماع أو القراءة، إنها تغير طريقة تفكيرك للأبد، إن حفظ ‏أجزاء من القرآن يحدث إعادة لبرمجة خلايا دماغك وقلبك فتصبح بعدها تكره أي شيء حرمه ‏الله تعالى.. هذا ما أريد أن أنقله لك من تجربتي..‏
​كثير من المعاصي يفرضها عليك تطور العصر الحديث .. وهناك صعوبة وجهاد يسمى جهاد ‏النفس.. ولكن تجربتي تقول إنني أبتعد عن المعاصي لأنني أصبحتُ أكرهها ولا أجد أي متعة ‏فيها على الإطلاق.. وهذا ما يمكنك الوصول إليه بسهولة!‏

حاول أن تبرمج حياتك على الاستماع للقرآن الكريم لأطول مدة ممكنة. ربما تتعجب أذا ‏أخبرتك أن كل آية تستمع إليها تحدث تغييراً في قناعاتك وهواك وما تحب وتكره. صدقني ‏عزيزي القارئ أنك إذا استمعت للقرآن كل يوم ولمدة ساعات بتأمل خشوع وتدبر وأن تتصور ‏يوم القيامة ولقاء الله والجنة والنار.. سوف تصبح كارهاً لهذه المشاهد من داخلك!‏

حاول أن تتصفح مواقع إسلامية مهمة بالنسبة لك تدور حول التفسير والإعجاز والعقيدة ‏وأن تتعمق بتفسير القرآن، لأنم ستلقى الله قريباً فماذا ستقول له؟ وكيف تجيب عن سؤال ‏سيتعرض له كل منا وهو: ماذا قدمت لهذا الدين؟ ‏
يجب أن يكون لك دور في الدعوة إلى الله تعالى من خلال نشر مقالات عن علوم القرآن وإظهار ‏الصورة الصحيحة للإسلام، وهذا من أفضل أنواع الجهاد في هذا العصر.. لقد سمى الله هذا ‏النوع من أنواع الجهاد بالجهاد الكبير: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}.. [الفرقان: 52]، قال العلماء: ‏أي جاهدهم بالقرآن أي بعلوم القرآن من خلال إقناع غير المسلمين بأن الإسلام هو الدين الحق.‏

هل جربت أخي الحبيب أن تخاطب أحب شيء إلى قلبك.. إنه الله! هل تحاول أن تعيش ‏لحظات معه عزّ وجلّ وتطلب منه الهداية وتخشع وتبكي وتتوسل وتدعوه أن يغفر لك ما مضى ‏وأن يمنحك السعادة الحقيقية في هذه الدنيا وأن تتمنى لقاء الله وأن يكون أحب شيء إليك هو ‏لقاء الله!‏
{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا ‏يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ‏إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.. [العنكبوت: 5-6]. ‏

Comments are closed.