روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة”
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال أبو القاسم ” بينما رجل يمشي في حلة تُعجبه نفسه مُرجل جمته إذا خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة ”
وفي إحدى روايات مسلم :” إن رجلاً ممن كان قبلكم يتبختر في حلةٍ ..”
وشرح الحديث :-
ينسى الإنسان في بعض الأحيان حقيقة نفسه وينسى أنه خلق من طين وأن أصله من سلالة من ماء مهين وأنه خرج من مخج البول مرتين مرة عندما خرج من صلب أبيه ومرة عندما ولدته أمه وينسى أنه وإن حسن منظره وجملته ثيابه أنه يحمل العذرة في باطنه وينسى أنه مهما طال جسده وعظم فإنه لا يستطع أن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولاً وأن مصيره إلى الزوال.
وينسى الناس هذا كله فيتعاظمون في أنفسهم ويأخذهم العجب بأجسادهم وألوانهم وامتداد قامتهم وجمال ثيابهم فإذا هم يمشون مشية الخيلاء ويصعر خده للناس ويجر ردائه من خلفه وينظر إلى الناس نظرة إحتقار وازدراء ويظن نفسه خير الناس وهو أرذلهم وقد يحيط به عذاب الله في الدنيا والآخرة.
هذا رجل من هذا الصنف من الأمم السابقة أعجبه نفسه فخرج يمشي مختالاً بين قومه يتهادى في مشيته ويجر إزاره من خلفهفأغضب ربه عليه فخسف به الأرض كما فعل بقارون من قبله فهو يتجلجل إلى يوم القيامة.
إن العظمة والكبرياء لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي تفرد بصفات الكمال والجلالومن تعاظم في نفسه وتكبر فقد نازع الله في صفة من صفاتهوهو يستحق عقوبة الله عزوجل في الآخرة وقد تعجل له العقوبة في دنياه قبل آخرته.
Prev Post
Next Post
Comments are closed.