بعد سلسلة المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المنطقة المواجهة للسفارة الإسرائيلية، شرعت الأجهزة الأمنية في بناء جدار عازل أمام السفارة لحمايتها من محاولات الاقتحام أو أية اعتداءات، وخاصة في ظل النداءات المتواترة بالتظاهر أمام السفارة للمطالبة بغلقها وطرد السفير الإسرائيلي.
وتصاعدت حدة المخاوف الأمنية، من أعمال عنف تطول سفارة إسرائيل، بعد قيام تركيا بطرد السفير الإسرائيلي من بلادها، وإعلانها تقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي مع تل أبيب لمستوى السكرتير الثاني، كما أكدت أنها ستعلق اتفاقيات التعاون العسكري بين أنقرة وتل أبيب، وذلك بعد رفض إسرائيل تقديم اعتذار رسمي عن مقتل نشطاء أتراك كانوا ضمن أسطول الحرية، الذي حاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة قبل عام.
ويطالب المتظاهرون المصريون بطرد السفير الإسرائيلي وتجميد العلاقات مع دولة إسرائيل على خلفية مقتل عدد من الجنود المصريين على الحدود بنيران إسرائيلية قيل إنها كانت بطريق الخطأ، وطالبت الحكومة المصرية نظيرتها الإسرائيلية بتحقيق مشترك، ولم يقدم الجانب الإسرائيلي معلومات كافية عن كيفية وقوع الحادث أو اعتذار واضح عنه، وهو ما يثير غضب واستياء الشارع المصري.
ومن جانبه، أكد الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة أن الإجراءات الوقائية التي تتخذها المحافظة حاليا بمنطقة السفارة الإسرائيلية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بحماية السفارة وإنما تستهدف في المقام الأول والأخير حماية الممتلكات الخاصة والعامة القائمة بالمنطقة التي تقع بها السفارة الإسرائيلية لا سيما مداخل العمارات والمرافق العامة والحيوية.
وقال إن إقامة هذه الحواجز تستهدف أيضا عدم الاحتكاك بين المتظاهرين وسكان هذه العقارات، لافتا إلى أن المحافظة قد تلقت خلال الأيام الماضية شكاوى من بعض سكان العمارات الواقعة في منطقة السفارة أنهم عاشوا ظروفا صعبة على مدى الأيام الماضية.
وأوضح أن السواتر والحواجز التي يتم تركيبها في المنطقة تستهدف تأمين وحماية هذه الممتلكات وليست لها أية علاقة من قريب أو بعيد بحماية السفارة الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه روعي في تصميم هذه الحواجز أنها ذات ارتفاعات صغيرة لحماية الأدوار السفلى من العمارات والتي تتعرض للضرر وأنه سيتم فكها ونقلها من هذا المكان في وقت لاحق.
وأضاف أن تركيب سواتر جديدة بالمنطقة جاء بعد قيام عدد من اللصوص بسرقة الحواجز التي كانت قائمة من قبل، وأشار إلى أنه لا يمكن لأى شخص مهما كان أن يقف ضد المظاهرات التي تتجدد يوميا في منطقة السفارة حيث إن هذه المظاهرات حق أصيل لأى مواطن مصري، مطالبا فقط بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على كوبرى الجامعة كشريان رئيسي مفتوحا أمام الجميع.
وقال إن هذه الممتلكات في النهاية ملك للشعب المصري الذى ضرب أروع الأمثلة في التعبير عن أرائه واختياراته التي جسدتها ثورة الخامس والعشرين من يناير.
Comments are closed.