يعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين السرطانات النسائية، ورغم تطور العلاجات ووسائل التشخيص وزيادة الوعي بما يسمح بخفض نسبة انتشاره،لا تزال نسبة النساء المصابات بالمرض مرتفعة بشكل لا يدعو للاطمئنان. ولا تزال نسبة مهمة من النساء تخشى إجراء الفحص الشعاعي للثدي خوفاً من اكتشاف المرض. صحيح أن درب العلاج صعب ومتعب، لكن يمكن تسهيله بخطوات بسيطة وقائية وبالصورة الشعاعية الروتينية التي تسمح بكشفه في مرحلة مبكرة مما يسهّل العلاج إلى حد بعيد ويزيد فرص الشفاء. لا تزال مسيرة التوعية والإرشاد طويلة لحماية المرأة من هذا المرض الذي رغم خطورته يمكن أن يصبح شديد السهولة. كالعادة في كل سنة تهدف الحملة الوطنية اللبنانية ضد سرطان الثدي في تشرين الأول/أكتوبر، إلى زيادة الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي بهدف زيادة فرص الشفاء بالتعاون بين وزارة الصحة اللبنانية وشركة هوفمن-لاروش.
– ما نسبة انتشار سرطان الثدي؟ تشكل الإصابة بسرطان الثدي نسبة 42 في المئة من مجمل الإصابات بالسرطان بين النساء في لبنان. كما يعتبر سرطان الثدي المسبب الأول للوفيات السرطانية على مستوى العالم بين النساء اللواتي هن دون سن 55. في المقابل يتم تشخيص نسبة 50 في المئة من حالات سرطان الثدي لدى النساء اللواتي هن دون سن 50. لكن تكمن المشكلة في أن حالات الإصابة بسرطان الثدي في ازدياد إذ تظهر سنوياً 76 حالة جديدة لكل 100 ألف امرأة من مختلف الأعمار. وتصل نسبة النساء اللواتي يصبن بالمرض في الحياة إلى 8 أو 9 في المئة وتعتبر نسبة مرتفعة.
– ما المراحل التي يمر فيها سرطان الثدي في تطوّره؟
يمر تطور سرطان الثدي بأربع مراحل وهي:
المرحلة الأولى: يقتصر الورم السرطاني على ثدي المرأة. وهي تعتبر مرحلة مبكرة المرحلة الثانية: الورم السرطاني منتشر إلى مناطق قريبة أي الغدد اللمفاوية تحت الإبط. وتعتبر مرحلة متقدمة موضعياً. المرحلة الثالثة: ينتشر الورم السرطاني إلى الأنسجة الباطنية في جدار الثدي. وهي مرحلة متقدمة موضعياً. المرحلة الرابعة: يكون الورم السرطاني منتشراً في مناطق أخرى في جسم المرأة.
وتجدر الإشارة إلى أن سرطان الثدي ينشأ في الغدد المنتجة للحليب في الثدي أو في القنوات اللبنية التي توصل الحليب إلى الحلمتين. أما طريقة العلاج وفاعليته فترتبطان بمرحلة المرض لدى تشخيصه للمرة الأولى ومدى انتشاره. لكن في كل الحالات توجد أنواع عدة من سرطان الثدي وكل منها ينمو بشكل مختلف ويتجاوب مع العلاج بطريقة مختلفة مما يتطلب عدداً من الاختبارات لتحديد نوع الورم.
– ما عوامل الخطر التي تساهم في زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي؟
أهم عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي هي:
السن: إن نسبة 78 في المئة من المصابات بسرطان الثدي هن في مرحلة الخمسينات أو أكثر.
وجود حالات من أمراض الثدي الحميدة في العائلة.
ارتفاع معدلات الهرمونات أو التعرّض للهرمونات لفترة طويلة كما في حال طول فترة الحيض أو تأخر مرحلة انقطاع الطمث أو اللجوء إلى العلاج البديل للهرمونات في سن انقطاع الطمث.
عدم الإنجاب أو التأخر في سن الإنجاب.
عوامل مرتبطة بنظام الحياة كالتعرّض لأشعة إكس بكثرة أو بشكل متكرر دون حاجة، والإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
– ما أهم الأعراض التي يمكن أن تلاحظها المرأة في حال الإصابة بالمرض؟ قد لا تظهر أعراض المرض في مراحله الأولى، لذلك من الضروري أن تتقيّد المرأة بالتوصيات المتعلّقة بالكشف المبكر. إذ تظهر الأعراض مع ازدياد حجم الورم، وأهمها:
بروز كتلة في الثدي أو تحت الإبط تكون عادةً غير مؤلمة وتظهر من جهة واحدة فقط.
تغيّر في حجم الثدي أو شكله.
تغيّرات في البشرة كالتعرّج أو التقشّر أو الاحمرار.
تغيّرات في الحلمة كالإفرازات غير المألوفة أو الطفح الجلدي حول الحلمة.
– ما الفحوص الروتينية التي يمكن اللجوء إليها لكشف السرطان في مرحلة مبكرة؟ ينصح بأن تجري المرأة الفحص الذاتي للثدي كل شهر. إضافةً إلى الصورة الشعاعية للثدي كل عام ابتداءً من سن 40 أو من سن 35 في حال وجود حالات من المرض في العائلة.
– هل من إجراءات معينة يجب اتخاذها لإجراء التصوير الشعاعي للثدي؟ في المرحلة الأولى يجب أن تتأكد المرأة من كونها غير حامل. من جهة أخرى يجب الامتناع عن وضع مستحضرات تجميل ومساحيق وعطور وحتى مزيل رائحة على الثدي وتحت الإبط.
– هل إن أي تورّم يدعو إلى القلق؟ في 80 في المئة من الحالات، تكون الأورام حميدة. وفي حال الشك، من الضروري استشارة الطبيب الذي يحدد وحده طبيعة الورم.