الامارات: وفاة الطفلة حبيبة واصابة شقيقها نتيجة استنشاق مبيدات حشرية

 

كشفت الجهات المعنية في إمارة الشارقة عن ملابسات وفاة الطفلة “حبيبة” وإصابة شقيقها عبدالرحمن – 6 سنوات، حيث أعلن رسمياً، عبر مؤتمر صحافي عقد صباح امس في مركز الشارقة للإعلام، أن الوفاة سببها تسمم كيميائي نتج عن استنشاقهما غاز الفوسفين السام الذي ينبعث من مادة فوسفيد الألمنيوم، حيث تسربت الرائحة إلى الشقة عبر فتحات التهوية، ما أدى إلى استنشاق الطفلين لهما ثم وفاة الطفلة وتدهور حالة شقيقها، الذي مازال يرقد على سرير الشفاء في حالة حرجة.

وعزت القيادة العامة لشرطة الشارقة تأخرها في نشر تفاصيل القضية عبر وسائل الاعلام الى انتظار الفحوص المخبرية الأخيرة والدقيقة والتي اشتركت فيها ثلاثة مختبرات من شرطة الشارقة وبلدية الشارقة ومستشفى القاسمي، حتى لا يتم إعطاء اية معلومات مغلوطة نتيجة التسرع، خصوصاً أن التشخيص الاولي للحادث وبلاغ والدي الطفلين كان عبارة عن اشتباه بتسمم غذائي، فيما اكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس المركز الاعلامي ان الكشف عن ملابسات القضية يأتي في إطار الشفافية التامة التي تتبعها مختلف الدوائر في الشارقة، لافتا الى عدم ممانعتهم التطرق الى أي موضوع سلبيا كان أم إيجابيا، لكنه شدد على ان يكون الطرح ضمن نطاق دقيق وصائب على ان يحقق المصلحة العامة للمجتمع وهو الهدف الأسمى لوسائل الاعلام.

التفاصيل

واستقبل قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي يوم الثاني من سبتمبر “حبيبة” وشقيقها بصحبة والديهما، حيث كانت الطفلة تعاني هبوطاً حاداً في الضغط، وجفافاً وقيئاً متكرراً وشقيقها أيضاً، بعدها تم إدخالهما العناية المركزة وإعطاؤهما محاليل، وتم تشخيص الحالة من قبل الأطباء على أنها اشتباه في حالة تسمم غذائي، وكانت حالة الطفل مستقرة إلى حد ما. وبعد عمل الأشعة للطفلة، وصورة للقلب، تبين أن هناك ضعفاً في عضلة القلب، ما أدى إلى انخفاض عمله وعدم الاستجابة لعمليات الإنعاش وبعد 6 ساعات من دخولهما المستشفى توفيت.

وتم ورود اتصال هاتفي من مكتب الشرطة بقسم الطوارئ والحوادث بمستشفى القاسمي يفيد بقيام إحدى الأسر بإحضار طفليها إلى المستشفى وهما يعانيان من أعراض تسمم حاد، حيث فارقت الطفلة البالغة من العمر سنتين وتدعى حبيبة هشام عبد الرحمن الحياة متأثرة بالحادث، بينما أدخل شقيقها عبد الرحمن البالغ من العمر ست سنوات إلى غرفة العناية المركّزة وحالته حرجة، وأشار البلاغ إلى أن تقريراً صدر عن المستشفى يفيد بأن الطفلين تعرضا لتسمم حاد يعتقد أنه غذائي أو كيميائي نتج عنه إصابة الطفلين بعوارض تقيؤ وإعياء شديدين، كما أوضح التقرير بأن سبب موت الطفلة يعود إلى وجود التهاب مميت في عضلة القلب بسبب الأعراض التي أشير إليها.

وباشرت الجهات المختصة بشرطة الشارقة التحقيق حول ملابسات الحادث، حيث انتقل فريق من كبار ضباط شرطة الشارقة وخبراء المختبر الجنائي إلى موقع سكن الطفلين بهدف جمع الاستدلالات حول ملابسات تعرضهما للتسمم والتحدث مباشرة إلى ذوي الطفلين ومعاينة الموقع. وبالوصول إلى الشقة السكنية التي تضم الطفلين وأسرتهما فوجئ الفريق بوجود رائحة قوية تنبعث من الشقة المقابلة لشقة العائلة المذكورة، ومن واقع الخبرة المتوفرة لدى خبراء المختبر الجنائي تم الاشتباه بوجود إحدى المواد الكيميائية التي تستخدم بطرق غير مشروعة في مكافحة المبيدات الحشرية داخل الشقة المذكورة.

وبالسؤال عن سكان الشقة تبين أنها مستأجرة من قبل إحدى الأسر الهندية المتواجدة حالياً خارج الدولة. ومع تزايد الشكوك بوجود مواد كيميائية بالشقة تقرر فتحها والتحقق منها وبعد استيفاء الإجراءات القانونية والتدابير الاحترازية الضرورية وبالدخول إلى الشقة وتفتيشها، فقد تبين بالفعل وجود عدد كبير من الأقراص وتبلغ (26) قرصاً من مادة فوسفيد الألومينيوم الممنوع تداولها وقد تم توزيعها في مواقع مختلفة من الشقة بطريقة تدل على أنها استخدمت بهدف تطهير الشقة من القوارض والحشرات بعد سفر قاطنيها.

ومن هنا ثارت الشكوك بأن الطفلين تعرضا لاستنشاق الغازات السامة المنبعثة من تلك المبيدات عالية السمية، والتي أشار رئيس المختبر الجنائي بشرطة الشارقة، العقيد الدكتور عبدالقادر العامري، إلى مدى خطورتها ومسؤوليتها عن قتل الكثيرين من الأشخاص في العديد من دول العالم، إذ إن فوسفيد الألومينيوم الذي يعرف بأسماء تجارية عدة حسب بلد المنشأ ومنها اسيلفوس، ويونايتد فوسفورس، وفوستوكسين، وفيوميفوس، ويطلق غاز الفوسفين السام عند تفاعله مع الرطوبة.

وبسؤالهما عن مصدر تلك المبيدات قاد المشتبه بهما فريق البحث الجنائي يرافقهم خبراء السموم والمواد الكيميائية من المختبر الجنائي إلى مقر سكنهما ليفاجأوا بأن الشقة عبارة عن مصنع لخلط تلك المبيدات الحشرية السامة وتحويل مقر سكنهما بمشاركة (5) آخرين يسكنون معهما في نفس الشقة إلى محل تجاري ومعمل غير مرخص لخلط وبيع وتداول المواد الكيميائية السامة في مكافحة الحشرات، معرضين بذلك حياتهم وحياة سكان المبنى للخطر.

Comments are closed.